18 - 07 - 2024

عكس عكاس| بلد كانت ماشية على حل شعرها واتحجبت .. في الذكرى الـ 66 لثورة يوليو.. "يسقط جمال عبد الناصر"

عكس عكاس| بلد كانت ماشية على حل شعرها واتحجبت .. في الذكرى الـ 66 لثورة يوليو..

الراجل كان ديكتاتور بيسجن المعارضين وبيعذبهم وورط البلد في حروب خسرت فيها مئات الألوف من ولادها ، وبنى السد العالي اللي حبس الطمي وخرب التربة وخلاها متنفعش تتزرع، كان مستلم مصر ورصيدها من الجنيهات الدهب والسبايك أكوام أكوام، وكان الجنيه بسبعتاشر دولار.. ده غير إنه دمر الحياة الحزبية وطرد الملك اللي كان الشعب بيحبه، وكانت الستات على أيامه بشعرها وبتلبس استغفر الله العظيم ميكروجيب وبتمشي في الشوارع وبتركب مواصلات عامة على راحتها، قبل ما ربنا يهدينا والبلد كلها تلبس طرح تتحجب وأهلها يقدموا المشيئة في كل جملة.. ويشغلوا دعاء الركوب في كل الأسانسيرات ويبسملوا قبل ارتكاب أي نشاط.

وفي الآخر فيه قلة قليلة من الناس لسه على قديمه وبتحتفل بعيد الثورة عادي ولا كأن حصل حاجة ؟

القلة دي للأسف فضلت معاندة الواقع والمنطق والتغييرات اللي حصلت وبتحصل في العالم ، ولا اتأثرت بالتشويه المنظم محليا ودولياً طول 46 سنة للثورة وقائدها، ولا فرق معاهم أطنان الكتب اللي ألفها وطبعها الإخوان وأمثالهم من المواطنين الشرفاء أحفاد الباشوات والبكوات اللي اراضيهم ومصانعهم أممها عبد الناصر، وسرق مجوهراتهم هو ورجالته، والدكاترة والظباط رموز المراحل الساداتية والمباركية ومابعدها.

القلة الجاهلة بظروف الدنيا اللي بتتغير كل يوم دي فضلت متمسكة بنفس الكلام القديم الحنجوري عن الفقرا والعدالة الاجتماعية وأستغفر الله العظيم الاشتراكية، اللي فقرت البلد بحالها، والقطاع العام اللي حول الناس لشعب من الكسالى اللي مستنيين الوظيفة الميري وموت جواهم روح المبادرة الذاتية.

ويقول لك أصل الحروب ( الفاشلة اللي اتهزمنا فيها دي) اللي دخلها ناصر كانت ضد الاستعمار وأذنابه على الخريطة الاقليمية ، وان هزيمة يونيو مش هي سبب كل البلاوي اللي احنا غاطسين فيها وهنفضل نغطس في الأيام السودا الجاية.

الذكاء انك تبص حواليك وماتتمسكش بكلام قديم لأن الأغلبية متفقين على هتاف "يسقط يسقط عبد الناصر"، ده الموقف الصح اللي بينحاز للديمقراطية ضد الفاشية العسكرية وحكم الحزب الواحد، وبلاش تدخلونا في تفاصيل وكلام فقد معناه عن التنمية اللي حصلت للبلد في 18 سنة والتصنيع والتعليم والسد العالي والخ الخ ، ده نظام اتفقت على عداوته نخب محترمة من اليسار وطبعا كل الاخوان والإسلامجية عموماً، ده غير الجماعة بتوع الليبرالية وحروق الانسان وعمرو الليثي وجلال كشك وتوفيق الحكيم وفؤاد زكريا واعتماد خورشيد.

بس ولاد الكلّافين وعمال التراحيل والجناينية وقلة شريرة ،اللي مش عاجبهم الديمقراطية والحياة الحزبية المحترمة اللي كانت في مصر الملكية واللي دمرها عبد الناصر، وبيشتموا الملك وبيتضايقوا لما الناس اللطيفة الشريفة ترحب وتهتم بأخبار ابنه أو صور مصر الجميلة الراقية قبل الثورة، والأرستقراطية المصرية اللي راحت وخدت معاها الخير كله.

لا ويلخمك في شوية تصورات غريبة ونظريات ..

عن الطبقات ووكلاء الاستعمار وجو فيلم فوزية البرجوازية ده ، وقال إيه الطبقات الجديدة اللي اتكونت من السبعينات ولغاية دلوقتي متجوزة النظام ومحمية فيه وبتجدد حيويتها ومصالحها وبتزيد قوة وغنى والناس بتزيد فقر ، وباقي الكلام القديم ده بتاع الخيانة والتطبيع والاندماج في حلف امريكي بيرعى مصالح منظومة النهب الرأسمالية والتضحيات وحق الشهدا، ويشتموا الناس الطاهرة اللي بتمجد"الانبطاح" و"التبعية"، وبتهاجم الشجاعة والاستقلال.

هامش:

الدليل على إن البلد حالها اتعدل كلام  الدكتور أحمد السيد دبيان، اللي بيقول ان مصر المملكة كانت هتفضل  مجتمع النص في المية بتنهشها الكوليرا وبتحكمها 15 عيلة بيشتغلوا وكلا للاستعمار النفوذ الامريكي والبريطاني وبيحكمها صندوق النقد الدولي والبنوك الاجنبية، والتعليم هيبقى بفلوس مش مجاني ولا كان هيبقى فيه سد عالي ولا حراك اجتماعي واقتصادي عمله التعليم اللي طلّع ملايين الكوادر، وكانت القرى هتفضل ضلمة وبيوتها طين وأهلها مستنيين مشروع الحفاء، وطبعا مكانش هيبقى فيه 56 ولا 67 وكانت البلد هتفضل تابعة وعضوة في حلف بغداد ، لكن الثورة ( من 52 لغاية 70) كانت جملة اعتراضية في تاريخ مصر الغرقانة في التبعية ومتقسمة سادة وعبيد.

دبيان بيقول كمان إن الهجوم على الثورة وقائدها والاغتيال المعنوي اللي بيحصل ده من محاولات الهيمنة والترسيخ  لحكم الطبقة المنتفعة، اللي بترسخ للتبعية والنفوذ الأجنبي اللي مانسيش لحظة صفعات ثوار يوليو.

انتهى كلام الدكتور اللي بيأكد إن الحمد لله الأمور تمام ورجعت لوضعها الطبيعي، وان البلد مش حمل حروب وتنمية مستقلة وصداع وكلام تطير فيه رقاب ويسيل دم يغرق الشوارع..
 ____________

بقلم: خالد الدخيل